
مساجد الدار البيضاء: اكتشف أجمل 5 معالم دينية في المدينة
تُعد مساجد الدار البيضاء من أبرز المعالم الدينية والتاريخية التي تجمع بين الأصالة والتطور. في هذا المقال، سنأخذك في جولة لاستكشاف أجمل وأهم المساجد في المدينة، من جامع الحسن الثاني إلى مسجد الشلوح
الجامع الكبير الحسن الثاني: رحلة معمارية
بُني مسجد الحسن الثاني لتخليد الذكرى الستين للملك الراحل الحسن الثاني، وافتتح أبوابه في 30 أغسطس 1993. هذه التحفة المعمارية، التي صممها المعماري الفرنسي ميشيل بينسو، تعد رمزًا للوحدة بين التقليد والحداثة. يصل منارته إلى ارتفاع 210 مترًا، وقاعة الصلاة مغطاة بسقف قابل للفتح، وهو إنجاز تقني حقيقي، يفتح في الصيف
وقد استدعت بناء جامع الحسن الثاني في الدار البيضاء 12,500 عامل وحرفي وأكثر من 80 مليون ساعة عمل. يعتبر المسجد جوهرة تكنولوجية ويجسد أيضًا كل فخامة وغنى الفنون التقليدية المغربية: العمل في الخشب، والجص، والزليج، والرخام… تم تمويل بناء المسجد من قبل الدولة المغربية ومن خلال اشتراك وطني دعى جميع المغاربة للمساهمة، مهما كان دخلهم، ليصل إجمالي تكلفته في نهاية الأشغال إلى 3.8 مليار درهم
مسجد المحمدي في الحبوس: في قلب الحي الروحي للدار البيضاء

في قلب حي الحبوس التاريخي، يتميز مسجد المحمدي بهندسته المعمارية التي تكرم الفن الإسلامي التقليدي. صممه المعماري أوغست كاديه (1881-1956)، وكان بناءه في الثلاثينيات من القرن العشرين بهدف استكمال المنشآت الدينية في الدار البيضاء، من خلال دمج الحداثة العمرانية والروحانية التقليدية. يمكن للمسجد استيعاب 6000 مصلٍ، ويغطي مساحة 4500 متر مربع، ويتضمن سبع بوابات موزعة على ثلاث واجهات
في وقت افتتاحه، كان مسجد المحمدي الأكبر والأكثر شهرة في المدينة، حيث كانت ديكوراته وسمعة أئمته تجذب المصلين من جميع أحياء المدينة، في وقت كانت الدار البيضاء تفتقر فيه إلى المساجد القديمة أو الجميلة بمثل هذه الطريقة. أولى أوغست كاديه اهتمامًا خاصًا بالعناصر الزخرفية للمسجد. قاعة الصلاة مزينة بمجموعة من الثريات البرونزية، أكبرها يزن ثلاثة أطنان
في عام 2007، تمت عملية ترميم كبيرة بإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والتي أعادت للمسجد المحمدي مظهره الأصلي في السقف. كما تمت تحديث الشبكات المائية والكهربائية. يدير المسجد اليوم 25 مسؤولًا دينيًا يتولون شؤون العبادة
مسجد ولد الحمرا: لمحة عن القرويين بفاس

أقل شهرة من جامع الحسن الثاني، لكنها مثيرة للإعجاب بنفس القدر، تقع مسجد ولد الحمرا على طول شارع الموحدين، وتذكر بتاريخ الدار البيضاء العميق. تأسس في قلب المدينة القديمة، يمتد المسجد على مساحة 1200 متر مربع، مقابل ميناء الدار البيضاء. يتميز تصميمه المعماري الأندلسي التقليدي بأناقة كان سائدًا في المغرب في نهاية القرن الثامن عشر لجميع المعالم الدينية
يُعد المدخل والمئذنة من أبرز عناصر المسجد. يقع المدخل في زاوية المجمع، ويفتح من الشارع مباشرة إلى فناء المسجد، ويتميز بزخارف هندسية وكورنيش منحوت من حجر سلا. هناك ثلاث بوابات أخرى تؤدي إلى المسجد. تتبع مئذنة جامع ولد الحمرا الشكل التقليدي للمآذن المغربية. يتكون البرج من بئر مربع كبير يغطي أربعة أخماس ارتفاعه، وينتهي ببئر أصغر يعلوه قبة وثلاث كرات مكدسة. الهيكل مكون من الطوب مع ألواح حجرية منحوتة وزخارف جصية تحدد خمسة مستويات، ويعرض كل مستوى نوعًا مختلفًا من النوافذ والزخارف. السقف المثلث للمسجد مغطى بألواح من القرميد المزجج الأخضر التقليدي، في لمحة إلى نوافذ جامع القرويين في فاس
مسجد الشلوح: في قلب مدينة الدار البيضاء القديمة
بُني مسجد الشلوح في القرن التاسع عشر، في عهد السلطان مولاي الحسن الأول. تم بناؤه في عام 1899 من قبل تاجر من سوس، محمد سنهاجي. كان يسمى في البداية « مسجد التين » بسبب الشجرة الكبيرة التي كانت تنمو في ساحته، ثم تغير اسمه بعد سنوات قليلة من افتتاحه
ففي نهاية القرن الثامن عشر، كان الحراس من قبيلة حاحا (من منطقة الصويرة) مكلفين بالحراسة الليلية للمدينة، وكان يتم تنظيم نوبات الحراسة بجانب المسجد، مما جعل تجمع الشلوح (البربر) كل يوم في نفس المكان والوقت، ويعطي للمسجد اسمه الجديد « جامع الشلوح« ، الذي ظل معروفًا به منذ ذلك الحين. يقدر عدد المصلين الذين يمكن أن يستوعبهم المسجد بحوالي 5000 شخص، ويتميز بواجهة واحدة مصنوعة من حجر سلا، ملتصقة بالمنازل. تم بناؤه باستخدام الحجارة الصغيرة والحجر المشذب، وهو مطلي بالجير. مئذنته مشابهة إلى حد كبير لتلك الموجودة في مسجد ولد الحمرا، حيث تشترك كلتا المئذنتين في الزخارف الحجرية والنحت الزخرفي الهندسي
مسجد عين الشق: ركيزة في مجتمع الحي

تم بناء مسجد عين الشق في أحد الأحياء النشطة في الدار البيضاء لتلبية احتياجات السكان الروحية المتزايدة في الحي. يشكل هذا المسجد مجمعًا دينيًا وإداريًا ضخمًا في قلب الحي
بالإضافة إلى المسجد، يشتمل على مدرسة قرآنية للبنات ومدرسة قرآنية للبنين، وقاعة صلاة للنساء، ومسكن للإمام، ومسكن للحارس، ومحلات تجارية، ومكاتب للعدول، وموظفي الشريعة الإسلامية، فضلاً عن الحدائق، والساحات، والفناءات داخل وخارج المسجد. اعتُبرت لفترة طويلة أكبر مسجد في المغرب، وقد بُني بين عامي 1945 و1946 على يد المعماري الفرنسي إدموند بريون. وُلد إدموند بريون في فرنسا عام 1884، وانتقل إلى المغرب بعد الحرب العالمية الأولى. كان من بين المعماريين الذين أسسوا الهندسة المعمارية المغربية الحديثة التي تمزج بين العناصر الأوروبية مع الزخارف المغربية التقليدية مثل الألواح أو الإطارات من الزليج، والمشربيات، والقرميد الأخضر، والأعمال الحديدية، والأقواس المكسورة
مساجد الدار البيضاء ليست مجرد مبانٍ؛ إنها حُراس لقصص، تقاليد وروحانيات تتقاطع وتتداخل. كل حجر، كل زليج، كل قوس يروي قصة، قصة مغرب يجمع بين القديم والمعاصر. استمتع مع سيتيزون بتاريخ وهندسة هذه المعالم الرمزية للمدينة من خلال المشاركة في رحلاتنا الجماعية القادمة أو عبر الوصول إلى دليلنا الصوتي الخاص بالدار البيضاء للتجول بحرية واستقلالية
Désolé, le formulaire de commentaire est fermé pour le moment.